Admin المدير
عدد المساهمات : 541 تاريخ التسجيل : 23/05/2009 الموقع : الوطن العربي
| موضوع: أمام المؤامرات على الأقصى المبارك.. القرضاوي: آن لنا أن نقول "لا" للمفاوضات الأحد ديسمبر 12, 2010 1:47 am | |
| | أمام المؤامرات على الأقصى المبارك.. القرضاوي: آن لنا أن نقول "لا" للمفاوضات | |
قال سماحة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إن الأوان قد آن لقول "لا" لما يسمى بمفاوضات السلام؛ أمام ما نشهده من مؤامرات على المسجد الأقصى المبارك، مرشدا إلى أن وسيلتنا لتحرير أرضنا ومقدساتنا هي أيدينا وسلاحنا والتوكل على ربنا...
وفي خطبة الجمعة أمس بمسجد عمر بن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة، تسائلا مستنكرا: ألا تنتهي مسيرة المفاوضات مهما ضربنا بالنعال؟
وواصل فضيلته حديثه عن الإسلام والعلم، والذي كان بدأه الجمعة الماضية، مؤكدا أن الإسلام يطالب المسلم بأن يكون قائدا في طلب العلم كما كان أسلافه العظام الذين شيدوا الحضارة الإسلامية، مشددا على أنه لابد من حياة جديدة وهمة عالية حتى تعود أمتنا لما كانت عليه من مجد وعزة.
من ناحية أخرى أبدى فضيلته سروره بفوز قطر بتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم للعام 2022 وقال إنني لا أهتم بكرة القدم، لأني عادة أهتم بما لايهتم به الناس، أذكر بالمنسيات انبّه عما غفل الناس، والناس مهتمون بالكرة أكثر من اللازم.
وروى: جلست أرى ما يراه أهل قطر من إعلان الفيفا (الاتحاد الدولي لكرة القدم) بالفائز، قطر تتنافس مع أمريكا فأخذتني الحمية وقلت ربنا يسقط أمريكا، وانتصرنا، ولأول مرة ننتصر على أمريكا وزاد حميتي تصريح أوباما (قال إن قرار الفيفا خطأ) إنه غاية في السوء..
إن هذا التصريح يدل على سوء سياسة هذا الرجل، إنه يدل على أن أمريكا تريد أن تحتكر كل شيء.. يستكبرون في الأرض.. يحتكروا السياسة والكرة والرياضة والاقتصاد ولايتركون شيئا لنا.. إن هذا الشرق الأوسط هو الذي منه هبطت الديانات ونشأت الحضارات.. فإذا فزنا بشيء ساءهم ذلك؟المسلم قائد
وفي خطبته الأولى واصل الشيخ القرضاوي حديثه عن الإسلام والعلم، مذكرا بأن طلب العلم فريضة على كل مسلم، وأن من فرض العين الآن على الأمة الإسلامية أن تزيح وصمة الأمية عنها .. بنين وبنات.. فرض على المتعلمين والقادرين.. أمة اقرأ.. أمة القلم والعمل والإيمان.
وتابع: والعلم المطلوب ليس علم الدين فقط، بل علم الدنيا مطلوب أيضا، فكثير مما جاء بالقرآن عن العلم لايختص بعلم الدين، مشيرا إلى دلالات الآيات القرآنية الكثيرة التي تدعو إلى اكتشاف ودراسة العالم " هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ" (يونس:5) ، "وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ" (الروم:22)
وقال إن آية " إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ"(فاطر:28) جاءت عقب حديث القرآن عن الجيولوجيا (علم طبقات الأرض) وفهم العلماء لأسرار الكون.
وقال فضيلته إن هذه الآيات كلها تدل على أن العلم المطلوب معرفته هو كل ما يكشف الحقيقة.. حقيقة كونية.. رياضية.. إنسانية.. لغوية.. دينية.. كل ماتكشف به الحقائق للانسان؛ هذا هو العلم، الذي ينبغي أن يقوده المسلم؛ لذلك برز المسلمون وقادوا العالم في كل العلوم.. سادة الحضارة لأكثر من ثمانية قرون معلمين، ولما تخلفنا تخلفنا في كل شيء علوم الدين وعلوم الدنيا..
فالمسلم مطلوب منه أن يكون محصلا للعلم قائدا لا عالة.. كل العلوم نطلبها من الغرب والغرب اقتبسها منا.. أصل حضارة الغرب من الحضارة الإسلامية.. المنهج التجريبي منا.. تعلموا من حضارتنا ثم تقدموا..وتخلفنا ونمنا.. لكي ننهض بأمتنا لابد من حياة جديدة حتى تعود أمتنا لما كانت عليه لابد من همة عالية. مع الإمام الجويني
ولفت الشيخ القرضاوي إلى نصيحة الإمام الجويني لطالب العلم " اصغ: لن تنال العلم إلا بستة: ذكاء وحرص واجتهاد وغربة وتوجيه أستاذ وطول زمان".
ودعا فضيلته إلى ضرورة إيلاء الموهوبين كبير الاهتمام.. فهناك موهوبون لاينبغي أن تهملهم الأمة، لابد أن يكون لهم أكثر من البرامج العادية، فالأمم القوية تجعل لهم برامج خاصة.. هناك الحرص على طلب العلم، فالأمم الغافلة يضيع فيها الأذكياء، ولاينبههم من أمرهم أحد، لابد أن ينشأ فيهم البواعث والحرص على استغلال الموهبة والعقل، فذكاء العقل من أعظم ما يهب الله تعالى للإنسان، لقد شاهدنا أبناء أذكياء.. ولكن لم يهتم بهم أحد.
وفي الحرص على طلب العلم لفت إلى الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنه، وكيف كان يذهب إلى بيوت الأنصار ليسمع منهم ماتعلموه وسمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فلابد من الاجتهاد وهو بذل الجهد.. وتبذل كل مافي وسعك حتى تصل إلى العلم المنشود، تتودد إلى معلمك لاتتكبر عليه "من علمني حرفا صرت له عبدا"
وتابع: وكان سلفنا يقول إن العلم لن يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك.. وقتك وذكاءك كل شيء.. قال تعالى "وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً" (الإسراء:85) ومامن عالم إلا ويسأل الله الزيادة.. الجهل بعينه هو أن تتصور أنك حزت العلم كله، ومايزال المرء عالما ما طلب العلم فإذا قال بأنه علم فقد جهل.. ومن موروثاتنا "اطلب العلم من المهد إلى اللحد"، وكان الرجل من السلف يطلب العلم وهو على فراش الموت، والشيخ أولى بطلب العلم لأن الخطأ منه أقبح.
وقال فضيلته متحدثا عن نفسه: دخلت في الخامسة والثمانين وأطلب وأكتشف أني كنت أجهل الكثير وأتعلم من تلاميذي، ليس في العلم كبير، وفوق كل ذي علم عليم، وسيدنا سليمان تعلم من الهدهد " فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ" (النمل:22) توثيق العلم
وعن الغربة التي عناها الجويني قال: الرحلة في طلب العلم خصوصا في الأزمنة الماضية أمر هام، كانوا يطلبوا العلم يرحلون إليه، في مصر في بخارى في الصين، خصوصا علماء الحديث، ضربوا الأمثلة العليا في طلب الإسناد العالي.. بدأ ذلك أصحاب رسول الله ومنهم أبو أيوب الأنصاري.. رحل من المدينة إلى الفسطاط ليسمع من سيدنا ابن حنيف حديثا سمعه من رسول الله في ستر المسلم على المسلم.
أريد أن أؤكد هذا.. وفعل ذلك منهم جابر ابن عبد الله حين رحل إلى الشام.. ومن التابعون عامر بن شرحبيل الشعبي.. ويقول سعيد بن المسيب إن كنت لأسير الليالي والأيام في طلب الحديث الواحد.
وأضاف الشيخ القرضاوي أن الأمة تعبت من أجل توثيق العلم لذلك امتازت الأمة الإسلامية بالإسناد.. الآخرون يقولون قال المسيح كذا وكذا بلا إسناد، لكن عندنا توجد سلسلة الرواة، روت الحديث ويشرح كل واحد، لذلك قالوا الإسناد من الدين.. ولفت إلى أنه لابد من معلم، ليس موثقا علم من يتعلم من الكتب وحدها دون شارح.
قال سلفنا المدرسة لا تعطيك العلم بل مفاتيح العلم، أما العلم نفسه ففي المكتبة.. فإذا رزقك ربك بمعلم ناجح موهوب تستمع إليه فذلك فضل من الله..لكن كثيرا من المعلمين لايعرفون قدر أنفسهم فيؤدون رسالتهم بكراهية، مستشهدا بقول شوقي قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا. أين المعلم؟
وعبر فضيلته عن أسفه للوضع الذي آل إليه المعلم، فالمعلم لم يعد هو المعلم.. نحن نريد المعلم الذي يعطيك من وقته ويحب أن تتعلم وتتفوق، فنحن نشكو من قلة المعلمين، وأن الطلبة لايحبون المدارس.. أي أمة هذه وكيف تنهض؟
نحن نحتاج أمة غير هذه الأمة..المدرسة والبيت والمسجد والشارع والإذاعة والتلفزيون والمسرح يعلم، فيتعاون بعضها مع بعض، وبعض الخطباء يجهلون الناس حين يحدثونهم عن الجن والعفاريت التي تركب الإنسان تحت اسم علاج بالقرآن؟ إنها بدع.. لماذا لم يفتح الصحابة ولا التابعون عيادة للعلاج بالقرآن؟ الله أنزل لكل داء دواء، المسجد لابد أن يعين على حسن التعليم..
واستنكر مقولة: الحمد لله الذي سخر الكفار ليعملوا لنا العلم والتكنولوجيا وسخرنا لعبادة الله.. ما هذا الخبل لابد لكي نكون أمة راقية أن يعلم المجتمع كله، مستهجنا عدم حضور أولياء أمور الطلاب مجالس الآباء.. لا يعرفون أين أولادهم ولا يسألون عنهم، لايمكن أن ترقى المجتمعات بهؤلاء.. لابد أن يهتم المجتمع كله بأبنائه.
ولفت فضيلته إلى أخوة العلم، بقوله في أول ما جئت قطر عام 1961 زارني الشيخ عبد الله الأنصاري (من علماء قطر) أول مازارني قال أنا أخوك عبد الله من طلبة العلم.. ولفت إلى خطورة قضية الفهم، فليس العلم بكثرة الرواية بل بطلب الدراية. |
| |
|