يقول البروفيسور روبرت جنسن وهو أستاذ في جامعة تكساس الأمريكية [5][5]:
"أنا ساعدت في قتل فلسطيني اليوم وإذا كنت تدفع ضرائب للحكومة الأمريكية
فأنت فعلت الشيء نفسه وإذا لم تغير أمريكا من سياستها فإن الغد لن يختلف
عن اليوم" ثم يتحدث عن حجم المساعدات المالية التي تقدمها أمريكا لإسرائيل
فيقول: "التقرير الذي أصدره معهد الدراسات الجنوبية يشير إلى أن الحكومة
الأمريكية ضخت في السنة التي تلت اتفاقية سلام شرم الشيخ في سبتمبر 1999م
ما قيمته 3.6 مليارات دولار من الأسلحة الأمريكية لإسرائيل" ويمضي في
الحديث عن المساعدات المالية والعسكرية التي تقدمها أمريكا لإسرائيل
فيقول: "علينا أن نتذكر أن هذه الدبابات (التي تقتل الفلسطينيين) صنعت في
أمريكا واشترتها إسرائيل بأموال المساعدات الأمريكية، المقاتلات
الإسرائيلية وطائرات الهيلوكبتر وطائرات إف 16 والصقور السوداء والأباتشي
والبنادق الآلية وقاذفات الصواريخ والقنابل كلها أيضاً صناعة أمريكة دفعت
قيمتها من ضرائبنا ويتم استخدامها لسحق المواطنين الفلسطينيين".
المقاطعة واجب شرعي في مواجهة التطبيع
تفاعل
العلماء مع قضية المقاطعة كضرورة لمواجهة التطبيع مع العدو الصهيوني
والأمريكي .. وتجاوزت فتاوى العلماء العشرات إن لم تتجاوز المائة فتوى في
هذا الخصوص .. ولقد أكد الدكتور يوسف القرضاوي على ضرورة استمرار المقاطعة
وعدم التهاون أو التسـاهل في أمرها لأنها فرض على الأمة في حين طالب
الدكتور "محمد سعيد رمضان البوطي" الأستاذ بجامعة دمشق.. الحكومة المصرية
بطرد السفير الإسرائيلي باعتبارها أرض الكنانة والأزهر، داعيا إلى قطع
كافة العلاقات مع أمريكا وإسرائيل باعتباره واجبا شرعيا في ظل الظروف
الراهنة .. أي أن المقاطعة في تقدير علماء الإسلام تتراوح بين الفرض
والواجب[9][9].
ويبدأ فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة فتواه [21][21]
بأنه نجاح غير عادي أن يدرك حلفاء اليهود أن دعمهم للكيان الصهيوني يكلفهم
الكثير وأن صبر العرب والمسلمين إزاء انحيازهم المكشوف لليهود آخذ في
النفاد .. إن أبرز مأخذ على هذه الأمة - في هذا الظرف - هي كثرتها العددية
وقلة فاعليتها وحتى هذه يمكن استثمارها وتوظيفها في الأدوار السهلة - التي
تحتاج إلى أعداد كبيرة - ولا تتطلب جهدا متميزا ولا وقتا طويلا .. وعملية
الهجوم على المواقع اليهودية في الإنترنت وتدميرها نموذج لمثل هذا
الاستثمار .. كما أن المقاطعة للبضائع اليهودية والأمريكية هي نموذج آخر .
جدوى المقاطعة
قد
تثار بعض الهواجس والشكوك والتحفظات عن جدوى المقاطعة وبالتالي يكون من
المهم وضع أيدينا عليها وبذل الجهود لتجاوز ما هو حقيقي منها .. ولن ننجح
بالقطع في تجاوز هذه الشكوك والمخاوف إلا بوضع سياسات اقتصادية بديلة ترفض
التبعية وتقوم على الاستقلال والتوظيف الأمثل لمواردنا البشرية والطبيعية
والتقنية الذاتية:
أ)محدودية الإضرار بالشركات العملاقة وصعوبة النيل
منها بسهولة .. ورغم صحة هذا التخوف تأتي خطابات من هذه الشركات تحاول
تبرير موقفها أو تتبرأ من مساندتها لإسرائيل بل وتكلف بعض مكاتب
الاستشارات العربية لرصد أسباب المقاطعة بمقابل مادي لهذه المكاتب ولمن
يتقصى رأيهم وهي نتيجة منطقية حيث أن هذه الشركات تهتم بأي نقص طفيف في
مبيعاتها وتضطر في إعادة النظر في سياساتها إذا وصل هذا النقص إلى حدود
معينة .. ولقد أعلنت الإذاعة البريطانية أن شبكة مطاعم ( ماكدونالدز)
تبرعت بريال من قيمة كل وجبة لمستشفيات الأطفال الفلسطينية "وذلك بسبب
الخسائر التي منيت بها بعد الانتفاضة في محاولة منها لتجاوز الأضرار التي
لحقت بها [36][36] .
ب)الإضرار بالاقتصاد الوطني .. وهذا اتهام غير
صحيح لأن المقاطعة الحقيقية تضر بالشركات الأجنبية في مصر لصالح المنتجات
الوطنية شريطة توفير الحماية الوطنية والعربية لها وفتح الأسواق العربية
لمنتجاتها وتحريرها من أي قيود لأن السلع العالمية أصبحت محمية في عالمنا
العربي والإسلامي بقوانين الجات ومنتجاتنا العربية والإسلامية محاربة
بمعايير الأيزو.
ج)تقليل حجم العمالة العربية وهو احتمال قائم ولكن
الاحتمال الأكبر اقتصاديا هو زيادة العمالة العربية باستخدام تكنولوجيا
كثيفة العمالة قليلة رأس المال بدلا من التكنولوجيا الغربية قليلة العمالة
كثيفة رأس المال.
د)إغلاق الشركات العربية الأمريكية المشتركة .. وهو
احتمال وارد ولكن يرد أيضا أن تقوم الشركات العربية بشراء حصة الشريك
الأجنبي وإعادة تشغيل الشركات بعد أن تتحرر من تبعية هذا الشريك.
ورغم
هذا فمن السذاجة أن نتصور أن المقاطعة ستؤدي إلى انهيار الاقتصاد الأمريكي
أو الصهيوني ولكننا يمكن أن نجزم بأن أرباح الكثير من الشركات والمؤسسات
ستتراجع قليلا أو كثيرا وهذا سيحدوهم إلى إعادة النظر في مواقفهم وسيضطرهم
إلى البحث عن الأسباب ومعالجتها وفق مصالحهم المادية , لا سيما إذا علمنا
أن أصحاب رؤوس الأموال في هذه الدول لهم نفوذ سياسي قوي [37][37].
لقد
ألحقت المقاطعة العربية بإسرائيل خسائر تقدر بـ 48 مليار دولار منذ قامت
المقاطعة .. كما أن خسائر شركات التكنولوجيا اليهودية في الولايات المتحدة
بلغت منذ بداية الانتفاضة المباركة عشرين مليار دولار
1)هذا وقد
حدث بعض التعاطف الأوربي في قضية المقاطعة إذ أعلنت مجموعة "كو- أوب"
التعاونية للبقالة في النرويج أنها تقوم الآن بفرض المقاطعة على البضائع
المنتجة في إسرائيل وقد حثت الشركة التي تملك أكبر سلسلة لمحلات البقالة
في النرويج شركات أخرى في الدول الاسكندنافية على أن تحذو حذوها إذ تتسع
حالة من الاستياء داخل المجتمعات الغربية من عملية التصفية الدموية التي
تقوم بها الصهيونية للشعب الفلسطيني [41][41]
2)في المقابل شهدت بعض
كبرى المدن الأمريكية حملة إعلانية تمثلت في إعلانين تلفزيونيين مدة كل
منهما 30 دقيقة لتشجيع الأمريكيين على مقاطعة السيارات الرياضية رباعية
الدفع بدعوى أن الإقبال عليها يفيد أعداء الولايات المتحدة لأنها تستهلك
كميات كبيرة من الوقود وبالتالي فهذا سلوك غير وطني لأنه يغذي السعودية
بأموال هذا الوقود بل إن النقود التي يدفعها أصحاب هذه السيارات لتزويدها
بالوقود تذهب إلى "الإرهابيين"[42][42]
3)وفي المقابل أيضا افتتحت
شركة أميركية يهودية موقعا على الإنترنت تظهر فيه وصلات لمتاجر داخل
الكيان الصهيوني على الشبكة بهدف تشجيع الأميركيين على الشراء منها ودعم
اقتصاد الكيان الصهيوني الذي تعرض لخسائر فادحة بسبب انتفاضة الأقصى خاصة
فيما يتعلق بتوقف السياحة .. ويشير الموقع إلى أن عدد السياح القادمين إلى
الكيان الصهيوني تراجع في العام 2001 بما نسبته 50%، مقارنة بالعام 2000،
وذلك فـي أعقاب الانتفاضة [43][43]
4)في صيف 1997م وبعد حملة دامت
أربعة أشهر قدمت شركة ( نايك Nike ) اعتذارا للمسلمين في العالم "وأوقفت
مبيعات أحذية ظهر فيها ما يبدو أنه لفظ الجلالة "وتم سحبها من الأسواق ..
كما أن الشركة وافقت على إعداد وتمويل دورات تدريبية لموظفيها حول آداب
التعامل مع المسلمين "على أن يتم ذلك بالتشاور مع ممثلين للجالية
الإسلامية في الولايات المتحدة . كما وعدت الشركة بإقامة ملاعب للأطفال
المسلمين في عدة مدن أمريكية "وقد تم بناء أحد هذه الملاعب [44][44].
5)وفي
أغسطس 1999م وبعد ضغط من عدة منظمات إسلامية ودول عربية أعلنت شركة ( برجر
كنج BURGER KING ) إلغاءها لمشروع المطعم الذي قررت تدشينه في الضفة
الغربية .. وقد قاد الحملة ضد الشركة منظمة ( A M J ) ( المسلمون
الأمريكان للقدس) بالتعاون مع منظمة كير ( CAIR ) وطلبوا من الشركة إلغاء
المطعم ؛ لأنه في أراض محتلة "فخضعت الشركة للضغوط الإسلامية لكنها لم توف
بوعدها "فجددت المقاطعة لها مرة أخرى .. ومازالت [45][45].
6)رصدت
صحيفة «هآرتس» في تقرير لها حول الأنشطة العربية على المستوى الشعبي في
مجال المقاطعة[46][46].. رصدت محاولات الشركات التي تحمل أسماء أمريكية
لتغيير أسمائها أو محاولات المطاعم الأمريكية تقديم وجبات شعبية عربية مثل
الفلافل ووصفتها بالفشل ونسبت لمسئولين في سلسلة المطاعم الأمريكية أن
الانخفاض في المبيعات أمر طبيعي ويرجع لموسم الامتحانات وأسباب أخرى غير
سياسية! .. ومع تصاعد المقاطعة وحدوث أعمال عنف ضد محلات شركة ماكدونالدز
بمصر بعد الاجتياح الصهيوني للأراضي الفلسطينية في نهاية مارس 2002 أعلنت
الشركة في بيانات مطبوعة وزعتها ولصقتها في وسائل المواصلات والمصالح
العامة أن اسمها "مان فودز" وأنها مصرية وبرأسمال محلي وعمالة وطنية في
محاولة منها للتنصل من أمريكيتها , ونشرت ماكدونالدز إعلانا مدفوعا الأجر
في الصحف المصرية صدرتـه بقوله تعالى "يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق
بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة" تمسحا بالإسلام ومحاولة لتجاوز
تأثيرات المقاطعة الشعبية [47][47].
7) انخفض حجم التجارة غير النفطية
بين مصر وإسرائيل بفعل المقاطعة إلى 57 مليون دولار في الأشهر العشرة
الأولى من عام 2001 بعد أن كان حوالي 70 مليون دولار خلال نفس الفترة من
عام 2000 [48][48].
أشارت صحيفة «هآرتس» أيضا إلى أن خسائر أمريكا في الخليج في ستة شهور بسبب المقاطعة 300 مليون دولار
9)رصدت
الصحيفة أيضا تنامي الهجمات الفنية من خلال الأغاني والكتب التي ترعاها
المؤسسات الحكومية في مصر والأردن ضد إسرائيل وسياساتها القمعية تجاه
الفلسطينيين.
10)ذكرت مصادر عقارية مقربة من أروقة وزارة المالية
والاقتصاد السعودية إلى أن مستثمرين سعوديين قد أعادوا نحو 27 مليار دولار
من أرصدتهم في البنوك الخارجية منذ اندلاع أحداث 11 سبتمبر وحتى يناير
الماضي. مشيرة إلى أن معظم هذه الأموال التي أعيدت استثمرت في سوقي الأسهم
والعقار [49][49]
11)وهذه مجموعة أخبار في رمضان 1421 هـ ( ديسمبر
2000 – يناير 2001 ) تقرير أمريكي يؤكد زيادة تأثير المقاطعة الشعبية
العربية للمنتجات الأمريكية – خسائر المنتجات الأمريكية في السعودية
تتراوح بين ( 40% & 60 % )- مواطنوا الإمارات يقاطعون منتجات أمريكا
بسبب دعمها لإسرائيل – المقاطعة سلاح استخدمته الشعوب العربية والإسلامية
ضد المنتجات الأمريكية – إغلاق محلات سينسيبري البريطانية في القاهرة بسبب
المقاطعة الشعبية – أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن أسفها للتوجه
الحالي في الشرق الأوسط لمقاطعة السلع الأمريكية رداً على انحياز الولايات
المتحدة لإسرائيل. - انخفاض مبيعات الشركات الأمريكية في مصر بسبب
المقاطعة – مخاوف أمريكية من التحذير السعودي باتخاذ إجراءات مقاطعة ضد
شركات أمريكية بسبب التحيز لإسرائيل [50][50]
12)كشفت الإحصائيات أن
مقاطعة الدول العربية للشركات الصهيونية منذ بداية التسعينيات، بلغت أكثر
من 3 مليارات دولار سنويا بسبب إغلاق الأسواق العربية في وجه منتجاتها مما
دعاها إلى الاحتيال بتهريب بضائع إلى الأسواق العربية من دون تحديد بلد
الصنع وهو ما يوازي مبالغ الدعم السنوي الذي تقدمه الولايات المتحدة
لإسرائيل منذ اتفاقيات "كامب ديفيد"[51][51].
منقل