" من أنا ؟! "

[]سيكولوجية فهم الذات
محاولة لفهم السؤال الشهير " من أنا ؟! "
مقدمة عن أهمية فهم الذات :
عندما نكون وحدنا نتأمل ذاتنا , مشاعرنا , أنفسنا . قد نتصول أحياناً إلى حقيقة من نحن و ما نكون . للأسف الكثير من الناس لا يعلمون تحديداً ماحقيقتهم و قد يغفلون أيضاً عن مشاعرهم و ميزاتهم . و هذا خطأ يرتكبة الإنسان بحق نفسه . فعلى الإنسان أن يعلم حقيقة نفسه و نقاط ضعفها و قوتها حتى يصل إلى الكمال الذاتي و الرضا النفسي و القدرة على الوصول إلى الأهداف و تحقيق الإنجازات .
تبدأ محاولات التعرف على الذات و تحديد معالمها في مرحلة المراهقة و تستمر كذلك طوال حياتة . قد يستطيع الشخص أن يحدد ذاتة عن طريق وجهة نظر الناس عنه متوصلاً للسؤال الشهير " من أنا ؟! " و بالتأكيد تختلف إجابة هذا السؤال من شخص لآخر . و تختلف من وقت لآخر حسب نضوج الفرد و أفكارة .


تعريف مفهوم الذات , خصائصة و مسلماتة :
تعريف مفهوم الذات :
مجموعة من المشاعر و العمليات التأملية التي يستدل عليها بواسطة سلوك ملحوظ أو ظاهرة .


خصائص الذات :
حددها " كارل روجرز " بما يلي :
* الخبرات التي لا تتسق معها تدركها على أنها تهديدات .
* تنمو من تفاعل الفرد مع بيئتة .
* يسلك الكائن بأساليب تتسق مع ذاتة .
* قد تتمثل قيم الآخرين و تدركها بطريقة مشوهة .
* تحاول الوصول إلى حالة الاتساق .
* تتغير بالنضج و التعلم و الخبرات البيئية .


مسلمات الذات :
و حددها " كارل روجرز " بما يلي :
* أحسن موقع لفهم السلوك هو فهم الإطار المرجعي الذاتي للفرد نفسة .
* يتمايز جزء من المجال الإدراكي الكلي تدريجياً ليطور ذات مستقلة .
* المجال الإدراكي هو واقع بالنسبة للفرد , و يستجيب له كما يدركه .
* للإنسان دافع أساسي يتمثل في تحقيق و إبقاء و تقوية نفسة في مجالة كما يدركه .
* كل فرد يوجد في عالم من الخبرة دائم التغير هو ذاتة مركزه .
* يصاحب الإنفعال سلوك موجه نحو هدف و يسهل له مهمتة .

الذات الإيحابي و الذات السلبي :
مفهوم الذات الإيجابي :
هي الحالة التي يشعر فيها الفرد أنه يستحق ثقة الآخرين , و أنه عند حسن ظن الآخرين بما يمتلك من قدرات و مهارات و تفكير ناضج و عمل إيجابي .
مفهوم الذات السلبي :
هي الحالة التي يشعر فيها الفرد أنه يفتقر إلى الثقة في قدراتة , و يكون بائساً لأنة لا يستطيع أن يجد حلاً لمشاكله , ويعتقد أن محاولاته كلها ستلاقي الفشل .
ابعاد الذات في سن المراهقة ( نظام الذات و الجسد ) و عند الراشدين و في سن الشيخوخه :
# ابعاد الذات في سن المراهقة :
الأبعاد التي يمكن ملاحظتها في سن المراهقة تميل إلى الإتحاد و التمازج مع مرور الزمن , نتيجة لزيادة الخبرة . و هي كالتآلي :
البعد الأول : وهو ما يتصل بإدراك الفرد لإمكانياته و قدراته , و هذا يتم عن طريق الصورة التي يقدم الفرد بها نفسه للعالم , و يتأثر هذا المفهوم كثيراً بفكرتة عن جسده , مظهره الخارجي , ملابسه , إمكانياته , قيمته , ميوله , إتجاهاته , طموحه ... إلخ . و هذا المفهوم يمكن أن يتعدل إذا كان المراهق يملك قدراً من الذكاء و القدرة على حل مشكلاته التي تواجهه بطرق سليمة . إن فكرة الفرد عن ذاته تكون ثابتة غالباً لكن قد تعتريها تقلبات أحياناً , فالشخص الناجح قد يتقمص شخصية الشخص الخاسر في حال شعورة بالكآبة و الفشل حتى لو لم يكن كذلك فعلاً !
البعد الثاني : وهو ما يتصل بذات المراهق و يدعى بمرحلة الإدراك الإنتقالي , مفهوم الذات هنا يتذبذب كثيراً و يصبح في هذة المرحلة واقعياً متزناً , هذه هي المرحلة التي تتصادم فيها الدوافع الداخلية مع الدوافع الخارجة عنها , حيث أن المراهق يميل إلى الإهتمام بمشاكلة الداخلية أكثر من إهتمامه بجانب الإنتاج و التحصيل , و يكون إدراك الذات في هذة المرحلة سلبياً على الأغلب .
البعد الثالث : وهو ما يتصل بالذات الإجتماعية عند المراهق , في هذه المرحلة عنما يكون المراهق متفائلاً و سعيداً فإنة يشعر و كأن الناس الذين حولة ينظرون إليه بطريقة حسنة و يشجعونة و يعرفون قدرة , أما إن شعر بالكئابة و الفشل فإنة يشعر و كأن الناس لا ينظرون إلية و لا يعيرونة الإهتمام ولا يقدرونة .
البعد الرابع : وهو ما يتصل بالذات المثالية عند المراهق , و هي الذات التي يريد المراهق إلى الوصول إليها و تحقيقها , إن نجاح المراهق برسم ذاتة المثالية المستقبلية سيساعدة على تحقيق الوصول إليها بالإعتماد على نوعية الخبرات التي يمر بها و الإرشاد الذي يتلقاة من الآخرين المتعلق بهذا الأمر .
نظام الذات و نظام الجسد :
الذات و الجسد نظامان مختلفان لايمكن إدراكهما بنفس الكيفية , و أكثر من قد تتزعزع ثقتهم بنفسهم بسبب أجسادهم هم المراهقين , فقد يأثر جسد المراهق في إدراكة لذاته حين لا يتقن عملاً , أو يفشل في أدائة , أو حين لا يشعر بجماله , فينطوي على نفسه و يشعر بأنه فاشل . قد يكون من المفيد أن نعلم أن بعض الجوانب في تركيبنا النفسي و الجسدي تعتبر هامشية لنا , إن المركز الإجتماعي و أشكالنا و نظرة الآخرين لنا قد تكون من هذه الجوانب الهامشية .
# ابعاد الذات عند الراشدين :
الراشد يصبح متعوداً على ذاته عارفاً بنقاط قوتها و ضعفها , أما بالمجال الجسدي فإنه يستطيع أن يلحظ التغيرات التي تحدث له من فقدان شعر , ازدياد وزن , ألم بالظهر و ضعف بالسمع ... إلخ .
# ابعاد الذات في سن الشيخوخة :
إن مفهوم الذات في هذا السن يتأثر كثيراً بفكرة الشخص ومعاييره الخاصة عن الشيخوخة .
أساليب إدراك الذات :
أولاً : النظر للذات على أنها مجموعة من القيم و الأهداف .
ثانياً : النظر للذات على أنها أداة وسيلة للعمل .
ثالثاً : النظر للذات على أنها خليط متصل من الخبرات و الذكريات .
رابعاً : النظر للذات على أنها نتاج الخبرات و التفاعلات مع الآخرين .

العادات السبع نحو تحقيق الذات ( منظومة النجاح والفاعلية ) :
1. كن إيجابيًا وخذ بزمام المبادرة
2. ابدأ وأهدافك واضحة لك
3. رتب أولوياتك وقدم الأهم فالمهم
4. فكر في المنفعة المشتركة لجميع الأطراف
5. حاول أن تفهم الآخرين قبل أن تتحدث إليهم
6. اعمل للمجموع وتعاون مع الآخرين
7. جدد قدراتك باستمرار

السبعُ عادات نحو الفشل في تحقيق الذات ( منظومة الفشل والسلبية ) :
1. كن سلبيًا متواكلاً عديم الشعور بالمسئولية
2. قم بأعمال كثيرة لا تدري لها هدفًا
3. كن فوضويًا واعمل ما تشاء وقتما يحلو لك
4. كن أنانيًا يهمه أن يكسب ولو خسر الآخرون
5. لا يهم أن تفهمهم بل المهم أن يسمعوك
6. اعمل لنفسك لا مع الآخرين
7. ارضَ بواقعك ولا تحاول أبدًا أن ترتقي بنفسك

التمركز حول الذات :
هو ميل الفرد للاهتمام بذاته في مقابل اهماله وعدم اهتمامه بالآخر , كما يعرف بأنه الانشغال بالاهتمامات الذاتية الى درجة يصبح فيها الفرد غير شاعر بمشاعر وحقوق الآخرين في الوقت الذي يحتاجون اليه . و ينشأ هذا الاضطراب السلوكي بسبب حب الذات و عدم إعتبار حاجات الآخرين . و يكتسبة الشخص من بيئتة و محيطة . و لهذا السبب يصبح الفرد فاشلاً في الدخول في علاقات صادقة مع الآخرين
المراجع :
كتاب : علم النفس العام . أ.د يوسف القطامي أ.د عبد الرحمن عدس .
موقع : أساليب العلاج النفسي الحديثة و تطبيقها