قصيدة خروف قبل الذبح

جلس خروف في الحظيرة وافتكر
مصيره الذي حان وقته وأقترب
رأى الجموع تشتري ولا تبالي بالسعر
وأختلطت الوفود تختار الخراف من بادية وحضر
فرأته أمه ساهي الفكر وهو في هم وكدر
فبدات تمئمىء لتثنيه عن هذه الفكر
فأتها الخروف المطيع على عجل

أماء أماء لبيك ياأغلى الأهل
فبادرته بالسؤال عن همه وما الخبر
بني لماذا هذا الحزن وتعابير الوجل
أتسألي خروفا وقد أقترب عيد النحر
رقبتي ستقطع وجلدي سينشر على الحجر
ولحمي ستلوكه أضراس البشر
أماء أماء سيذهب شبابي هدرا كأن لم يكن لي ذكر
بعدما وعدت نعجة جارنا بالزواج ووفيت بالمهر
وأثثت الحظيرة بالماء والبرسم والحلل
وحلمت بخراف من صلبي تمشي على الأثر
أبعد هذا تسأليني مابال فكري قد أنشغل
فردت أمه صغيري كلنا سائرون
على هذا الممر
فالموت في أمر صغير كالموت في أمر عسر
وبنحرك ستسعد قلوبا لتشع بفرحتها المقل
وتقدم نفسك فداء لرضى ربا متفضلا منذ الازل
وأشكر ربك لأنها موتتك الاولى ولن تحاسب على مهل
وسوف يتمنى مصيرك كل من قد كفر
وأيقن أن النار بيته في يوم الحشر
فارفع رأسك وسر في شموخ وفخر
وتقدم لاتبالي بمن جبن وأصابه الخور
فدمعت عيناه وسرَى من ذلك الخبر
وطلب أمه أن تدعو له في السر والجهر