المشاهير! .. كلمة يتمنى الكثيرون أن تكن أسماءهم ضمن تلك القائمة وأن تغلف حياتهم باللمعة البراقة والأحاديث المشوقة عنهم! .. ولكننا اليوم لن نتحدث عن تلك اللمعة البراقة بل سنتحدث عن نقطة قاتمة تحمل الكثير والكثير داخلها! .. سنتحدث عن النهاية .. نعم النهاية التى حتماً ستأتى للجميع! .. ودعونا نتأمل جيداً .. دعونا ننظر إلى تلك النهايات المتناقضة فالبداية أضواء براقة .. والنهاية ظلام واختناق!!
منذ عام أو أكثر على ما أتذكر نشرت مجلة الحياة فى عددها الثانى تقرير عن نهايات المشاهير .. وسأعرض عليكم أكثر ما لفت انتباهى من هذا التقرير ..
أرنست همنجواي .. جائزة نوبل للأدب .. ونهاية مع البندقية القديمة!
أرنست همنجواي حاز بروايته الرائعة ( الشيخ والبحر ) جائزة نوبل للآداب ، حيث أصبح بعد ذلك من رواد الأدب العالمي ، وبلغت شهرته الآفاق بكتابته للأدب الإنساني الراقي ، الذي يصبه في قوالب روائية جميلة ، ولكن همنجواي وجد نفسه وحيداً في آخر حياته رغم شهرته الواسعة بين الناس ، وبدأ المرض يفتك به ، فقرر الخلاص من الحياة بطريقته الخاصة ، وذلك عن طريق بندقية قديمة كان يملكها ، حيث وجهها إلى رأسه وأطلق النار ليخر صريعاً ، وليصحوا العالم صباح أحد أيام 1961 م على خبر انتحار الروائي الأمريكي الشهير!
دايل كارينجى .. الناصح الأكبر للجميع .. غابت نصائحه عن نفسه!
دايل كارينجي صاحب أروع الكتب في فن التعامل مع الناس ، وصاحب أكثر الكتب مبيعاً في العالم ، حيث بيعت ملايين النسخ من كتبه ، وترجمت إلى أكثر اللغات العالمية ، فهو صاحب كتاب (كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس) وكتاب (دع القلق وابدأ الحياة) ... وقد وضع قواعد رائعة في كيفية طرد القلق والانطلاق في الحياة العامة بكل سعادة وثقة .
ولكن كل ذلك لم يمنع القلق من أن يسيطر على حياة كارينجي ، فعصفت الكآبة بحياته ، وسادت التعاسة والشقاء أيامه ، فقرر هو أيضاً التخلص من حياته عن طريق الانتحار ... وكان له ذلك!
فان جوخ .. باحث عن سعادة لم يجدها!
والذي تباع لوحاته اليوم في مزادات لندن وباريس بملايين الدولارات ... وقد بيعت أخيراً لوحته الشهيرة " زهور عباد الشمس " بستين مليون دولار .
وكان قد بدأ حياته قسيساً ، ثم تحول إلى الرسم ، واحترف هذا الفن حتى أصبح من أبرز الأسماء اللامعة عالمياً في مجال الفن التشكيلي ، لكن ذلك لم يحقق له السعادة التي كان يطلبها ويتمناها ، وأراد أن يضع حداً للشقاء النفسي الذي كان يعانيه ، وكان ذلك في يوم 29 يوليو 1890م ، حيث أمسك مسدسه وأطلق على نفسه الرصاص ليموت بعد ذلك بيومين ، ووضعت زهور عباد الشمس التي كان يرسمها على قبره!
كريستينان أوناسيس .. ثراء فاحش .. وحزن أكثر فحاشة!
فهي ابنة الملياردير اليوناني أوناسيس صاحب الجزر والأساطيل البحرية والطائرات والمليارات ، الذي يعد من أكبر أثرياء العالم .. ولأن كريستينان وريثته الوحيدة فقد ورثت عن أبيها كل ثروته الهائلة ، إلا أن ذلك لم يحقق لها السعادة التي تبحث عنها ، فقد تزوجت عدداً من المرات ، وكان زواجها الأخير من أحد الشيوعين ، حيث سئمت حياة الترف والثروة ، وذهبت لتعيش مع زوجها في منزل متهالك في أحد أحياء موسكو الفقيرة ، إلا أن الفشل لاحقها في هذا الزواج أيضاً ، ففارقت زوجها بعد أن أصيبت باكتئاب مزمن وحزن مرضي متصل ، ولم تستطع الثروة والمال أن تحقق لها أبسط معاني السعادة الإنسانية ، وأقل درجات الرضى والطمأنينة ، فقررت الانتحار .
ووجدت ميتة على أحد السواحل الأرجنتينية ، بعدما ابتلعت عدداً كبيراً من الحبوب المنومة ، وكان عمرها آنذاك سبعة وثلاثين عاماً فقط !
داليدا قبل أن تنتحر : الحياة لا تحتمل .. سامحوني!
خرجت داليدا من أحد الأحياء الشعبية في القاهرة لتسافر إلى فرنسا عام 1956 م ، وحققت هناك شهرة واسعة لم تصل إليها أي مغنية عربية من قبل ، وباعت على مدى عشرين عاماً ما يزيد على 85 مليون شريط لـ 600 أغنية بثمان لغات ، وحصدت الكثير من الجوائز والأوسمة العالمية ، لكنها مع ذلك ضاقت بالحياة ، وسئمت الأضواء ، واستسلمت لليأس ، وأرادت النهاية ، حيث استيقظ العالم في أحد أيام 1987 م على خبر انتحار المغنية داليدا لألتهامها عدداً كبيراً من الأقراص المنومة ، ووجدت بجانبها رسالة تقول فيها " الحياة لا تحتمل .. سامحوني " .
مارلين مونرو .. وياله من اسم لمع كثيراً!
نجمة السينما الأمريكية الأكثر شهرة عالمياً ، تلك التي تربعت على عرش السينما العالمية سنين طويلة ، ودخلت البيت الأبيض بارتباطها بعلاقات محرمة مع الرئيس الأمريكي جون كيندي ومع أخيه روبرت .... وحتى اليوم رغم مرور ثلاثين عاماً على وفاتها ، إلا أن الإعلام ما زال يتكلم عنها في كل ذكرى لوفاتها ، وما زالت كثير من صورها تباع حتى اليوم بالملايين ، حتى صارت أشبه بالأسطورة السينمائية التي يمجدها الغرب في كل مناسبة .. لكن مارلين مونرو رغم شهرتها الواسعة عالمياً كانت غير سعيدة ، وصرحت بذلك عدداً من المرات ...
وكانت مصابة بقلق حاد وكآبة مستمرة ، بل أصيبت في آخر أيامها بالهستيريا .. ولم تطق ذلك العذاب .. وبعد أيام صعق المجتمع الأمريكي بخبر انتحار مارلين مونرو نجمة السينما الأمريكية وهي أوج شهرتها ، وذلك بالتهامها الكثير من الحبوب المنومة أيضاً!!
فرجينيا وولف
أخذت طريقها في البحر ووضعت حجراً ثقيلاً في ملابسها ، وألقت بنفسها في البحر ، ولم تكتشف جثتها إلا بعد ثلاثة أيام ، وكانت قد تركت لزوجها رسالة تقول فيها : " سأفعل ما أراه أفضل " .
درية شفيق
التي حصلت على الدكتوراه من باريس ، وأسست أول حزب نسائي في مصر ، وأصدرت عدداً من المجلات ، وقادت الثورات والمظاهرات المطالبة بتحرير المرأة ، ثم كانت نهايتها بأن ألقت من شقتها في الدور السادس .
الكاتبة أروى صالح
كانت تكتب في كثير من الصحف والمجلات الشهيرة ، ضاقت بالحياة وألقت بنفسها هذه المرة من الدور العاشر ، وذلك قبل عدة أعوام .
إسماعيل أدهم
ذلك الشاب الذي حصل على الدكتوراه في الرياضيات من جامعة موسكو أيام فورة الشيوعية الماركسية.. لذلك فعندما رجع إلى بلاده كان قد امتلئ بالنظريات الماركسية حول الحياة والكون والتاريخ ، وألف فيها عدداً من الكتب كان أشهرها كتابه [ لماذا أنا ملحد ] الذي أثار ضجة كبرى في الساحة الثقافية آنذاك .. كان إسماعيل أدهم ، يجيد عدداً من اللغات ، وله كثير من الدراسات والكتب والبحوث ، لكنه كره الحياة التي لا تنتهي إلى شيء .. فكانت النهاية .. ففي يوم 23 يوليو 1940 هـ فوجئت الأوساط العلمية والثقافية بخبر انتحار الدكتور إسماعيل أدهم بإلقاء نفسه في البحر على شاطئ الإسكندرية ، حيث وجدت جثته ، ووجدت في ملابسه رسالة تؤكد انتحاره بسبب سأمه من الحياة .
الشاعر اللبناني خليل حاوي
اختار نفس النهاية ، فبعد ما سمع وهو في منفاه في استراليا بخبر اجتياح الجيش الإسرائيلي لجنوب لبنان وحصاره لبيروت عام 1982 م أصابه حزن عميق ، وساده القنوط ، فقرر الانتحار لإنهاء حياة العذاب التي كان يعانيها .. وأطلق الرصاص على نفسه .
لم تنتهى الأسماء بعد أخوانى .. فالقائمة تحوى الكثير من الأسماء ومجددة باستمرار! .. وتلك هى نهايات اختاروها لأنفسهم ظناً منهم أنهم سيجدوا راحة بعدها ولم يعلموا أن العذاب متصل فيما بعدها!! .. وهناك نهايات أخرى بالتأكيد أقربها إلى ذهننا مشاهير السينما المصرية ولو أن أبرزهم فى رأسى الان أحمد ذكى من نال من الشهرة ما تمناه العديديون غيره .. ونال من متعة الحياة ما تمناه الكثيرون أيضاً! .. ولكن بما انتهى الحال؟!! .. نال منه المرض الخبيث وعذبه وأنهى تلك الحياة المرفهة! .. انتهت بكل ما فيها لتبدأ حياة أخرى لا يعلم حاله بها سوى رب العالمين ,,,
ولن ننسى سعاد نصر من تمنت متعة ورفاهية أكثر بتلك الحياة .. أرادت ولم يرد رب العالمين .. وكانت إرادته .. وله أن يرحمها برحمته الواسعة أو يعذبها بذنوبها!
دائما ما نتحدث عن الحياة والشهرة والرفاهية و و و .. ولكن لما نغض البصر عن تلك النهايات العديدة .. جميعهم وصلوا إلى قمة ما يحلم به انسان فى تلك الحياة من مال وشهرة ظناً منهم أنها ستصل بهم إلى شاطىء السعادة .. ولكنهم لم يجدوا سوى الخواء النفسى .. لم يجدوا تلك السعادة المنشودة أبداً!!
ذكر التقرير أيضاُ أن الكثير من الشباب والفتيات يبحث عن السعادة من هذا الطريق ، حيث أثبتت إحدى الدراسات أن سبعين في المائة من الفتيات الهاربات من المنزل في مصر ، أقدمن على ذلك بعدما شاهدن عدداً من المشاهير – عن طريق الفضائيات – يذكرون أنهم أقدموا على الهروب في بداية حياتهم من أهاليهم ، وأن ذلك ساعدهم على التفرغ للفن والمجد والشهرة ..
يبحثون عن الشهرة وفى الأصل عن السعادة!
بعد كل هذا هل تظنون أن الشهرة والمال والنجومية .. هى الطريق الحقيقى لسعادة حقيقية؟!!
ولا تظنوا بعد كل هذا أن هذا الرجل حزين!! .. فقد يكون أفضل حالاً من أغلب المشاهير!!!
دمتم بكل خير
وحفظكم الله وحفظنا من كل سوء ,,,