المسبحة أو السبحة أو (الوردية في المسيحية) هي عبارة عن مجموعة من الخرز أو الأحجار بعدد معين منظومة في خيط تستعمل لأسباب اجتماعية أو دينية أو للزينة. وكلمة (المسبحة) أو (السبحة) اشتقت من كلمة التسبيح بتحريك حباتها بين الأصابع اختلفت المصادر التاريخية في تحديد نشأة المسبحة اليدوية وبدايتها، فقد ذكرت بعض هذه المصادر ان الهنود هم اول من استخدمها والبعض الاخر أرجعها الى اقدم من ذلك وقد ربطهما بعلاقة وطيدة مع كل الديانات القديمة وفي ممارسة السحر والشعوذة.
وكشفت حفائر الحضارات في بلاد الرافدين ووادي النيل عن استخدام أحجار مدورة مختلفة ربما لأغراض دينية وطقسية.
انتشارها:
من الملاحظ أن المسبحة عموما تنتشر في المناطق الحارة والمشمسة مثل أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وخاصة في العراق ومصر وتركيا وبلاد الشام وإيران ودول الخليج. وأيضا في قبرص واليونان ولكنها نادرة بشكل عام لدى الشعوب الأوروبية. ومن الطريف أن المسبحة لا تتواجد في المناطق الباردة جدا مثل اسكاندينافيا وآلاسكا لسبب بسيط وهو قساوة الطقس وبرودته. ومن الملاحظ أيضا ان شعوب الدول المتطورة لا تستعمل المسبحة الاجتماعية في الحياة اليومية، فهل هناك يا ترى للمسبحة تأثير سلبي على إنتاجية المجتمع وتقدمه؟
ما هي استعمالات وفوائد المسبحة؟
لقد استفاد الإنسان ولربما بالتجربة من حبات المسبحة والتي تقرب اليدين إلى بعضهما البعض وبشكل لاشعوري إلى تحريك مشاعره وتأمله الروحي والامتلاء بالسكينة ومن ثم استعمالها في الحياة الروحية الاجتماعية. وربما تكون فكرة الصلاة بالمسبحة عند مختلف الديانات نجمت عن تطور طبيعي في استعمالها بهذا الشكل. وبعد مجيء الدين المسيحي ارتبطت المسبحة الوردية بالرهبان والراهبات والمتعبدين في أداء صلواتهم. فمن الناحية الدينية فاستعمالها فعلا يعطي الراحة والسكينة للمتعبد. ففي دراسة علمية جيدة من روما طبعت في مجلة ال ب. م. ج. BMJ الطبية البريطانية (323) عام 2001 تبين إن الصلاة باستعمال الوردية ساعدت على الاسترخاء وفي تخفيض ضربات القلب ومرات التنفس وضغط الدم. وفي دراسة حديثة من جامعة بنسلفانيا - أمريكا تبين أن الصلاة بمسبحة الوردية تخفض مستوى القلق النفسي. وهذه النتائج تشير إلى راحة الدماغ والأعصاب وانتظام هرمونات الجسم.
واليوم لم تعد المسبحة مظهرا دينيا فحسب بل أصبحت عادة اجتماعية. فالمسبحة \"الاجتماعية\" تعتبر في بعض المناطق وخاصة الدافئة منها جزا هاما من طقوس الجلسات الاجتماعية والسمر فتجلب معها الحيوية والنشاط إلى النقاش. وتنوعها لا حدود له فانك تجد المسابح في الأيادي بأشكالها وألوانها وقيمها المختلفة. وفي بعض المناطق تستعمل المسبحة كهدايا أو للزينة أو للوضع حول الرقبة.
أما من الناحية الاجتماعية فشكل المسبحة وطريقة استعمالها قد تعكس شخصية صاحبها. وحسب لغة الجسم Body Language فانه بتأمل طريقه وأسلوب حركات الأصابع والمسبحة بين اليدين مغزى ودلالة على سلوك ونفسية الشخص في تلك اللحظة. فمثلاً ، لو كانت خرزات المسبحة تتحرك بسرعة بين الأصابع فإنها قد تدل على قلق أو فرط نشاط أو تهيج. أما عندما تتحرك الحبات ببطء فقد تدل على الاسترخاء أو التفكير العميق. وعندما تتحرك الحبات بشكل متقطع وغير منتظم فقد تشير إلى شرود في الأفكار أو التخ** لشيء ما. وأما امتداد الذراع للأسفل يدل على الراحة وطلب الهدوء. وكذلك إبقائها في اليد قد يدل على أن الأصابع هي بحاجة إلى بعض الراحة. وأما وضع المسبحة في الجيب فربما يشير إلى الاكتفاء منها أو رفضها كما في حالات الغضب الشديد إلى درجة المواجه..
هل للمسبحة مضار؟
هذا الجانب من الموضوع يبدو منسيا ولم أجد له تقارير أو تنبيهات لكن هناك ذكر للعديد من حالات اختناق الرضع أو الأطفال في المجلات الطبية بسبب ابتلاع حبات المسبحة أثناء اللعب بها. وكطبيب أود أن أنوه بأن حبات المسبحة قد تكون مصدرا لنقل وحمل الجراثيم والفيروسات من مكان لآخر ومن يد إلى يد. وبالرغم من عدم وجود دراسات علمية في هذا المجال فأنا أعتقد بأنها قد تنقل بكتيريا التيفوئيد أو الجراثيم البوابية، أو المسببة للتسمم الغذائي في فصل الصيف. كما أنه مع انتشار أنفلونزا المكسيك بهذه السرعة فهل هناك مثلا داعي للقلق حول كون المسبحة مصدر لانتشار المرض بين المصلين في دور العبادة؟
وكما هو الحال بالنسبة للتدخين فأنا أقترح بحظر المسبحة من المستشفيات خوفا لنشر الأمراض،ولا بد لي أن أذكر أخيرا بأن استعمال المسبحة هو غير محبذ وقد لا يكون مناسبا أبدا في بعض المناسبات الاجتماعية مثل التعرف على شخص للأول مرة أوعند عقد الصفقات التجارية أو الذهاب الى فحص مقابلة وكذلك حين حضور المحاضرات وخاصة التعليمية منها. واجتماعيا أيضا، انصح الشاب بتجنبها عندما يكون بصحبة خطيبته لكي يظهر بأنه يعطيها الاهتمام التام والرعاية.